ونحن هنا لا نتحدث عن مطلق العلاقات بين بنى البشر وانما نتحدث تحديدا عن العلاقات بين الرجل والمراه
ان هناك تساؤلا مبدئيا يطرح نفسه دائما ويصلح مدخلا للموضوع وهو ( هل هناك صداقه بين رجل وامراه)
ان التصور المبدئى للاجابه ينفى امكانيه تصور مثل هذه العلاقه بمثل ما ننفى الصداقه بين النار والبنزين او بين الشاه والذئب ..
لكن هذه الصوره ليست صحيحه فى كل الاحوال لان هناك صداقات بين الرجل والمراه تسمو فوق اعتبارات الذكوره والانوثه ولكنها ذات ظروف خاصه لا تتعداها الى غيرها...
ما نود قوله ان الصداقه بين الرجل والمراه قد تنشا لظروف موضوعيه فهى استثناء على قاعده ذيوع سلطه الرجل وشيوع تفوقه لا فى خاطره هو وخاطره المراه فحسب ولكن فى خاطر الكثير من المجتمعات ان هذا الاختلاف فى درجات القوه هو الحاجز بين صداقه الرجل بالمراه ذلك ان الصداقه رباط بين ندين متساويين فى اغلب الاحوال هى جسر يصل بين اثنيين متقاربين فى الادراك والثقافه والوعى ومن هذه النقطه هى تختلف عن الحب اختلافا جوهريا لان الحب يتحدى كل الفوارق ويقفز فوق كل الاسوار ولا يدرك اى فارق بين خفير ووزير ولا بين عالم وجاهل ...انه اختراق لا ارادى ..لكل الاصول والقواعد المرعيه بين البشر فانت ترى حبا هائلا ربما بين فتاه لاحظ لها من التعليم او المال وبين عالم ثرى كبير فى حين لاتجد بينهما صداقه ...
ونقول انه كقاعده اساسيه ليس هناك صداقه بين رجل وامراه الا حالات استثنائيه لكن المراه هذه الايام ترفع كثيرا رايه الصداقه للرجل انها ليست غافله فى حقيقه الامر عن ان الصداقه هى النافذه الخلفيه لقلب الرجل كما ان الرجل ليس غافلا عن ان الصداقه هى الطريق الخفى الى قلب المراه انها حقائق انسانيه يحاول البعض اخفاءها نتيجه لعوامل متعدده ابرزها الهروب من وصف هذه العلاقه بوصفها الصحيح وانا اسمع كثيرا قول المراه ان بينها وبين الشخص س او ص ما الا صداقه فقط واذا اوغلنا فى التساؤل بالنسبه للمتزوجه مثلا عن مدى وجود هذه الصداقه فى طورها الطبيعى وهو الزوج قالت انه لايسمح لها او لا ترى هذا منه ان يعاملها كصديقه ويفهم من ذلك انعدام وجود تفاهم مشترك بين طرفى العلاقه الاصليين هنا يبرز الباعث الدافع على البحث عن الصداقه وهو غيبه الزوج او الزوجه وسوف نفترض مبدئيا براءه هذا الاتجاه ونعتبره افتراضا نتيجه منطقيه لفقدان التفاهم المفترض لنستكشف مسار هذه الصداقه هل تبقى كما هى بنفس مواصفاتها بين اثنين من جنس واحد ام تتعرض للتغيير..
ان الصداقه بين اثنين من جنس واحد تخضع غالبا لمنطق العقل اى ان هناك مجالا لما نسميه الاقتناع المشترك بين اثنين لكن الصداقه بين الرجل والمراه تقتحهما العاطفه ان الصديقين قادران على البعاد وقادران على الخصام وربما على الانقلاب الى النقيض كل ذلك حين يهتز الاقتناع فيتحرك العقل تحديدا او رفضا او انقلابا لكن صداقه الرجل بالمراه ولئن بدات تحت سيطره العقل فان هناك منطقه الجذب الطبيعى بين الرجل والمراه وهى منطقه تضىء وتنطفىء كالفلاشات فالرجل امامه امراه والمراه امامها رجل ومنطقه الجذب الطبيعى بينهما والعقل فوقهما ولان المراه نهر يتدفق بالحنان فسوف تعطى صديقها من نهرها فيضا من الحب والرعايه والاهتمام
بما لايحدث من رجل هى تهرع لاستدعاء الطبيب اذا اشتكى الصديق من مرض بينما قد يكتفى الصديق الرجل بالدعاء له بالشفاء :::
هى تبكى اذا تالم بينما لايبكى الصديق ..هى تتانق ..وتتعطر عند اللقاء بالصديق ..حتى الاحاديث التليفونيه نجد ان صوتها يرق ..ويرق وعواطفها تشف وتشف ..واذا فضفضت للصديق فهى ترتاح وتعبر له عن ارتياحها للحديث معه والارتياح بدايه النعاس للعقل والصحو للقلب انه طريق مفروش بالورود تمشى عليه الصداقه حتى يثقلها التراكم العاطفى فتهجع الى وساده الحب وترتمى فى حضن الاحلام المستحيله ذلكان الارتياح يحملها على كفيه الى ما تفتقر اليه الى الحب ..بكل مافيه..
والمراه حين تصحو بقلبها على حقيقه مدهشه هى تجاوز حدود الصداقه تتلفت حولهاانها تشعر بالسعاده والخوف معا وربما بالالم والتانيب تقرر الا تتجاوز الحد والا تتمادى لان الارض تميد من تحت قدميها والزوج يتوارى بعيدا خلف ضباب الحب الناشىء
هى تقرر ان تحدد العلاقه لكن قلبها يرواغها فتمتنع عن الاتصال لكن الرجل يدرك ان الثمره قد نضجت وانه لابد من طرق الحديد وهوساخن ولان الرجل بطبعه يريد الانثى فانه يشن عليها حربا ساخنه لاضعاف مقاومتها ..وكثيرا ما يحدث الانهيار وكثيرا ايضا ما يحدث الصمود...
نعود ونقول انه من وجه نظرنا نحن ان الصداقه مثل حقل الغام ..هى تتحول الى حب رغم انف الجميع تنفجر الغام الحب بين الرجل والمراه ويصبح الصديقان محبين يتلظى كل منهما على جمر الاشواق لكن اذا بدات الصداقه بين فتى وفتاه فليس الباعث والدافع لها هنا تفاهم مفترض وسابق على هذه الصداقه انما الباعث والدافع هنا اما ان يكون الايمان بان هذه الصداقه هى اختيار للتفاهم وما قد يترتب عليه من ارتباطات
ثانيا ان تكون هذه الصداقه مرحله حميمه ومتطوره للزماله
وثالثهما هو الوصول الى اغراض غير مشروعه بطريقه مشروعه
فالذئاب والفرائس يجدون فى الصداقه حائطا يستر ما يجرى وراءه...
والصداقه بين الرجل والمراه بالطبيعه تؤدى الى نشوء الحب التراكمى فهل يمكن ان يتحول حبيبان الى صديقين هذا السؤال يطرح علينا كثيرا والاجابه عليه ليست سهله لان تحول الحب الى صداقه ليس امرا سهلاا
فالحب لا يتحول الى صداقه الا اذا نزع منه الشوق وحل الشوك والا اذا تبدد عطره وتبخر اريجه والا اذا خفت صوته وكاد ان ينمحى وتباعدت المسافات وتغيرت الازمنه والامكنه ان للحب مناخا ينمو فيه مثل زهر يحتاج الى عنايه خاصه هو يحتاج الى اتصال بالكلمه المكتوبه او الصوت او بالمشهد او اللمس ...او بهم جميعا ....
هو يحتاج الى ارتواء ولو بقطرات من الدموع ..او حبات من العرق ..او نقاط من العطر ...
لكن الحب قد يختنق قد يحال بينه وبين النمو او حتى استمرار الحياه قد ينقطع الاتصال او يقطع وقد يجف ينابيع الارتواء فيبدا الانزواء وحين يحال بين حبيبين فالزهره اليانعه تدبل لكنها تظل واقفه او تنحنى تقبل ان تراب ماضيها الحى ..وفى ليالى السهر والارق فان البعاد بفض المضاجع وان الفراق يسيل المدامع فلا الحبيب راجع ولا نهايه للمواجع ...وهنا يصبح الحبيب شخصا يحمل عنوان اخر عنوانا يفتقد لهبه كان يحرقه الشوق لايبعث من جديد والحب راقد بين الجفون تائه بين الظنون يتسائل
صديقا ام حبيبا ....من اكون...
محمد احمد عبد البر
27-6-2020
العاشره صباحا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق